تخيل مثلا وضعًا تُخفي فيه أخبارنا اليومية أكثر مما تراه العين. واقع مليء بالدوافع الخفية وعدم الدقة. وبعيدًا عن كونه مجرد عمل خيالي، فهو يمثل تحديًا ملموسًا في عالم الترابط الرقمي الذي نعيشه.
يمكن أن يكون لانتشار المعلومات المضللة آثار مدمرة، حيث تؤثر على مجتمعنا، وتشكل وجهات النظر السياسية، وتغير ما نعتقد أنه صحيح.
يؤكد القول المأثور أنه “يمكن للكذبة أن تسافر حول نصف الكرة الأرضية قبل أن تلبس الحقيقة حذائها” مدى الانتشار السريع للمعلومات الخاطئة في عالمنا الحديث.
ولكن هناك أخبار جيدة.. لقد كانت “سينسيكا” في مقدمة هذه المعركة لسنوات. ومع أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، فإننا لا نرصد هذه الظاهرة فحسب. نحن نعمل بنشاط على تغيير الدفة لضمان حصول الحقيقة على السبق. وإدراكًا للتحديات التي تفرضها هذه الشبكة المعقدة من المعلومات الخاطئة، تتدخل شركة سينسيكا بحلول مصممة خصيصًا للتجول في هذا المشهد وتوضيحه.
قائمة المحتويات
التعرف على خطر التضليل الإعلامي
في العالم الرقمي سريع التطور، يمثل الحجم الهائل للمعلومات تحديًا كبيرًا في تمييز المحتوى الموثوق. تساهم سينسيكا في هذه البيئة من خلال انتشارها العالمي، حيث تغطي أكثر من 200 دولة، وتدعم أكثر من 150 لغة.
تدمج منصتنا نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي المتقدمة، والتي تعد ضرورية في رصد وتحليل مجموعة واسعة من الوسائط. يساعد هذا التكامل في التعرف على المعلومات المضللة وسط تشكيلة واسعة من المعلومات.
ما الذي يجعل المعلومات المضللة مشكلة مراوغة للغاية؟ إنها لا تقدم نفسها، في الغالب، على أنها أكاذيب صريحة، بل تتخذ أشكالًا أكثر براعة. قصص تحتوي على عناصر الحقيقة، ولكنها مضللة بطريقة معينة أو تتجاهل حقائق مهمة. يتضمن نهج سينسيكا إدراك مدى تشابك الطريقة التي تنتشر بها المعلومات المضللة. نحن نركز على تحديد الفروق الدقيقة في هذه الروايات الخادعة، واستكشاف طرق للتخفيف من تأثيرها. يتعلق الأمر باكتساب نظرة ثاقبة حول الإستراتيجيات الكامنة وراء المعلومات المضللة، من أجل تطوير الأساليب التي تتعاطى معها وتواجهها على نحو فعال، ومن ثم المساهمة، نتيجة لذلك، في فهم أوضح للحقيقة في عالمنا الثري بالمعلومات.
فك شفرة المعلومات المضللة
تعالج سينسيكا مشكلة المعلومات المضللة من خلال استراتيجية فريدة نطلق عليها “نطاق هرم المعلومات المضللة”. ويساعدنا هذا الأسلوب على فهم وتصنيف مصادر المعلومات الخاطئة إلى ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: وسائل الإعلام الدولية ووكالات الأنباء
غالبًا ما يكون هؤلاء لاعبون كبار في عالم الإعلام، بل مسؤولين في كثير من الأحيان عن نشر المعلومات الدقيقة والمتقنة.
المستوى الثاني: وسائل الإعلام الإقليمية
تخلط هذه المصادر الأخبار الدقيقة مع المعلومات المضللة، مما يخلق مزيجًا قد يكون مربكًا للقراء.
المستوى الثالث: المواقع المضللة (مواقع فطر المشروم).
تُعرف هذه المواقع بنشر معلومات كاذبة ونظريات المؤامرة، وعادةً ما تكون هذه هي نقطة البداية للمعلومات المضللة.
دعونا نركز على المستوى الثالث، حيث يبدأ كل شيء. غالبًا ما يتم إنشاء القصص الكاذبة ونشرها على نطاق واسع باستخدام أنظمة آلية. تلعب الروبوتات والمتصيدون عبر الانترنت دورًا حيويًا فيها، حيث تستخدم خوارزميات الإنترنت لجعل هذه القصص تبدو أكثر رواجًا وانتشارًا مما هي عليه في الواقع.
تنقسم هذه العملية إلى أربعة مراحل:
البذر/ الزرع
تقوم مواقع المستوى الثالث بإنشاء قصص كاذبة والبدء في نشرها.
التوزيع الهادف للتضخيم الاصطناعي
وفي هذه اللحظة، تساعد الروبوتات والمتصيدون الآليون على نشر هذه القصص عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الأخرى، عبر خداع الخوارزميات وجعل المحتوى يبدو شائعًا.
لتضخيم العضوي
في هذه المرحلة، يبدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي النشطون في رؤية هذه القصص ومشاركتها، دون معرفة حقيقة مصدرها وأنها كاذبة.
الانتشار الفيروسي
تنتشر المعلومات الكاذبة على نطاق واسع عبر منصات الوسائط المختلفة، ويشاركها المستخدمون الذين يعتقدون أنها صحيحة. ومع اكتساب هذه القصص شعبية ورواج، فإنها تبدو ذات مصداقية بشكل متزايد، مما يخلق الانطباع بأنها أخبار منتشرة كالفيروس.
ترصد تقنية سينسيكا هذه العلامات المبكرة للقصص الكاذبة، ما نسميه “الإشارات الضعيفة”، وتتتبع انتشارها من مواقع المستوى الثالث هذه وصولا إلى المصدر الرئيسي لها. بناءً على فهمنا لمصادر المعلومات المضللة، دعونا نلقي نظرة على بعض الأدوات والأساليب التي نستخدمها لمكافحتها.
نظرة فاحصة على نهج سينسيكا
لمكافحة المعلومات المضللة بشكل فعال، تعتمد سينسيكا على نهج إستراتيجي متعدد الطبقات يرتكز على ثلاثة أسئلة محورية:
ما هي الروايات الأساسية التي يتم تداولها خلال الحملات الدعائية المكثفة؟
ما مدى انتشار المحتوى الضار أو المضلل؟
ما هي المصادر التي تعد مضخمات رئيسية لهذه الروايات، وربما تشكل شبكات التأثير؟
وللإجابة هذه الأسئلة، نستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات:
فحص الـ HTML: هذه التقنية تشبه عمل المباحث الرقمية، حيث نتعمق في بنية ترميز مواقع الويب. ومن خلال تحليل أكواد HTML، يمكننا الكشف عن الاتصالات المخفية بين المواقع التي قد تبدو غير مرتبطة، ولكنها جزء من شبكات معلومات مضللة منسقة. نحن نقوم بفحص هياكل HTML بدقة للكشف عن أوجه التشابه الدقيقة، والكشف عن شبكة الويب المترابطة من مواقع الويب، التي تنشر قصصًا مماثلة أو معلومات مضللة.
تجميع المواضيع متعددة اللغات: مع إدراك أن المعلومات المضللة لا تعرف حدودًا، تتضمن هذه العملية تجميع منشورات الوسائط التي تناقش موضوعات مماثلة من لغات مختلفة. يمكننا ملاحظة كيف تكتسب روايات أو مواضيع معينة جاذبية على مستوى العالم. تقوم منصتنا بعد ذلك بتجميع هذه النتائج من خلال تقديم ملخص موجز لكل مجموعة سردية، وبالتالي تمكين التحليل الفعال لاتجاهات التضليل الإعلامي واسعة النطاق.
تحليل الأسلوب: نركز هنا على الأنماط اللغوية داخل المشاركات. هدفنا تحديد اللغة التي تهدف إلى الإقناع أو التلاعب بالعواطف. من خلال تحليل أسلوب النص وبنيته، بما في ذلك عوامل مثل اللغة الملغومة، أو التحقير والإهانة، أو زرع الشك، يمكننا التأكد من التأثير العاطفي للمحتوى. يزودنا هذا التحليل، الذي يجري على مستوى الجملة، برؤى ثاقبة حول كيفية سعي حملات التضليل الإعلامي للتأثير على الرأي العام.
ومن خلال دمج هذه التقنيات المتطورة، أصبحت سينسيكا بارعة في كشف النسيج المعقد للمعلومات المضللة، وتتبع جذوره، وفهم انتشاره. منهجيتنا الشاملة هي المفتاح في سعينا الدؤوب لمواجهة تيار المعلومات المضللة.
مثال على طريقة سير العمل: كيف تعمل سينسيكا على تبسيط رصد الوسائط
كما هو الحال مع كل أداة لرصد الوسائط ورصدها، عليك أن تبدأ ببناء “استعلام”.. إنها مجموعة من الكلمات الرئيسية المتعلقة بمجال اهتمامك. بمجرد إدخال هذه الكلمات الرئيسية، سوف تعرض منصتك المحتوى المتعلق بها.
أداة توسيع نطاق الكلمات الرئيسية
نحن ندرك أن تطوير استعلام معقد قد يكون أمرًا صعبًا، خاصة إذا كنت تقوم بالرصد عبر لغات متعددة. ولجعل هذا الأمر أكثر بساطة، قمنا ببناء أداة “Keyword Expander”. فكر في الأمر كشريك في العصف الذهني. تبدأ ببضع كلمات، وتقترح كلمات رئيسية إضافية ذات صلة لجعل بحثك أكثر شمولاً ودقة. تعتبر الأداة عملية لأنها يمكنها أيضًا ترجمة كلماتك الرئيسية إلى لغات أخرى والنظر في أشكال مختلفة لكل كلمة – وهي ميزة مفيدة للغات ذات الهياكل المعقدة مثل اللغة العربية.
بمجرد وضع مجموعة الكلمات الرئيسية الخاصة بك، تعرض المنصة المحتوى المجمع. سترى المقالات أو المنشورات التي ترصدها على أحد الجوانب. وفي الجانب الآخر، هناك العديد من الوسائل التي نسميها “الأدوات” التي تساعد في تجسيد هذا المحتوى. هذه الأدوات تساهم في التعمق في البيانات لإجراء تحليل مفصل.
الغوص على نحو أعمق
لتجويد بحثك بشكل أكبر، تعد الرسوم البيانية أفضل مكان للبدء. إذ يمكنها أن تُظهر هذه الكم الهائل من المحتوى المرتبط ببحثك، أو جوانب أكثر تحديدًا مثل المشاعر أو عدد الإشارات أو ذكر جهات معينة في وسائل الإعلام. تساعدك هذه الرسوم البيانية على اكتشاف الاتجاهات أو موجات الصعود، مما يسهل تقريب المعلومات الأكثر صلة أو تأثيرًا.
بعد تحديد الذروة أو الاتجاه الذي تريد استكشافه، يمكنك استخدام ميزة تجميع المحتوى متعدد اللغات لدينا. سيقوم تلقائيًا بتجميع المحتوى، الذي يغطي نفس القصة أو الموضوع، حتى لو كان بلغات مختلفة. بعد ذلك، تقوم ميزة الملخص التلقائي لدينا بتلخيص هذه المجموعات بلغتك المفضلة من خلال نماذج تعلم اللغة الكبيرة (LLMs).
دعنا نتعمق أكثر في هذا الأمر، قد ترغب في تحليل نبرة المحتوى أو المشاعر المحيطة به. تسمح لك منصتنا بتنقية العناوين والمشاركات بناءً على احتمالية احتوائها على لغة مشحونة عاطفيًا أو مؤثرة.
علاوة على ذلك، يمكنك استخدام أدواتنا المعدة مسبقًا لتمييز المصادر الأكثر تأثيرًا. يشمل هذا أهم المصادر من حيث الحجم، ويوضح الرسم البياني مجموعات المصادر بناءً على تحليل HTML.
على سبيل المثال، في السيناريو الذي تقوم فيه بتحليل التغطية المتعلقة بفلسطين، ستجد أن المصادر تقع في مجموعات مختلفة مثل شفقنا، ونيوز نت، وبيج نيوز.
توضيح التأثير عبر نماذج من الواقع
للحصول على لمحة أفضل عن قدرات سينسيكا التكنولوجية، دعونا نلقي نظرة على كيفية عملها في الواقع:
رصد الدعاية الروسية خلال الصراع الأوكراني
يسلط هذا المشروع الضوء على قدرة سينسيكا على الخوض في القضايا الجيوسياسية المعقدة. ركزنا على تتبع وتحليل الروايات والتكتيكات المستخدمة في الدعاية الروسية المتعلقة بالصراع الأوكراني. قدم تحليلنا رؤى عميقة حول كيفية عمل حملات التضليل المدعومة من الدولة، وتسليط الضوء على إستراتيجياتها وأهدافها. توضح دراسة الحالة هذه براعة سينسيكا في التعامل مع المعلومات الحساسة سياسيًا على نطاق واسع. كما أنه يؤكد مساهمتنا في فهم وتفكيك المعلومات المضللة التي ترعاها الدولة. اقرأ التقرير الكامل هنا
التعاون مع معهد بازل في مجال الإعلام البلغاري
في هذا المشروع الهام، عملنا مع معهد بازل للتحقيق في شبكات المعلومات المضللة داخل وسائل الإعلام البلغارية. كشفت جهودنا عن الآليات المعقدة لحملات التضليل المحلية، مما يوضح كيف يتم تصميم المعلومات المضللة في كثير من الأحيان خصيصًا لاستهداف المجالات الفردية والمجتمعات. تعد دراسة الحالة هذه بمثابة شهادة على قدرة سينسيكا على التغلب على تعقيدات المعلومات المضللة الإقليمية، وتقديم رؤى واضحة وقابلة للتنفيذ. لمزيد من المعلومات حول النتائج التي توصلنا إليها، راجع تقرير معهد بازل.
إن تأثير تكنولوجيا سينسيكا، كما تثبت دراسات الحالة هذه، يقودنا إلى نتيجة لا يمكن إنكارها حول دور رصد وسائل الإعلام في عالم اليوم.
الخاتمة: السير نحو مستقبل يسترشد بالحقيقة
يمكن أن تؤثر المعلومات المضللة على الرأي العام، وتعطل العمليات الديمقراطية، وتؤثر على الأحداث العالمية. ولهذا السبب، أصبحت الحاجة إلى منصات مثل سينسيكا أكبر من أي وقت مضى. إن الدفاع عن الحقيقة وتحري الدقة أمور بالغة الأهمية.
في سينسكا، ندرك جيدًا التحديات التي ينطوي عليها تتبع المعلومات المضللة وتحليلها. يتضمن عملنا أكثر من مجرد تحديد المحتوى المضلل. يتعلق الأمر بالكشف عن شبكات التأثير والكشف عن القصص المخفية في بحر واسع من المعلومات.
عندما نمزج بين التكنولوجيا المتقدمة لدينا ورؤى الخبراء البشريين، يمكننا تطوير أساليب متنوعة لمواجهة هذه التحديات، ما يضمن أننا نتعامل مع المعلومات المضللة بفعالية ودقة.
يمكنك أن تلعب دورك في هذه المهمة من خلال مواكبة التطورات في مجال رصد وسائل الإعلام، والمساهمة في تأصيل المعلومات الصادقة والموثوقة.
معًا، يمكننا أن نخلق مستقبلًا تطيح فيه الحقيقة بالباطل، ويتغلب الفهم المستنير على الجهل.